2020/09/27 | 0 | 4286
من أرشيف الحب .. مع الأستاذ جاسم الصحيّح
الأديب الشاعر ناجي بن داود الحرز
بكل تأكيد إنّ علاقتي بالأخ والصديق والزميل الأستاذ جاسم الصحيح بدأت قبل عام 1412هـ عندما التحق بنا في ( منتدى الينابيع الهَجَريّة ) وكانت تلك البداية عبر متابعته لما كان ينشر من قصائدي في الصحف والمجلات آنذاك ، إبّان ابتعاثه لإكمال دراسته الجامعية في الولايات المتحدة .
وبعد انضمامه لشعراء المنتدى أصبح له ما لهم من الحب ومن الحرص على نيلهم كل ما يستحقونه من إشادة و تقدير ليصب ذلك كله فيما يستحقه المبدعون الأحسائيون من مكانة عالية في مشهد الأدب العربي برمّته .
ولست هنا بصدد الاستشهاد بالكثير من القصائد الاخوانية التي تطارحتها مع الأستاذ جاسم والعديد من المقالات والتي تعبّر عن أعلى مستويات الود والاحترام والتقدير المتبادل ، وإنما سأكتفي بلقطة واحدة من تلك العلاقة الموغلة في العمق في كل جهاتها ، هذه اللقطة التي تعبر عن غيرة الاخ على أخيه وما ينتابه من الغضب عندما يتعرض ذلك الأخ لأي إجحاف و خاصة عندما يكون ذلك الاجحاف في ما يستحق الأستاذ جاسم بصفته شاعرا استثنائيا و مفخرة من مفاخر هذه الأرض المباركة .
فعندما صدرت النسخة الأولى من ( معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين ) عام 1416هـ ولم أجد اسم الأستاذ جاسم فيها بادرت بكتابة هذه القصيدة بعنوان ( ماذا يضيرك ) للتعبير عن أسفي وامتعاضي من ذلك :
ماذا يضيرك ..
حـيـيـتُ فــيـك أخًـــا وحِـبّـا
وعندما شارك الأستاذ جاسم في مسابقة ( أمير الشعراء ) في ( أبوظبي ) عام 1428هـ فأبهر حكام تلك المسابقة و كل المتابعين لها بتألقه و تفوقه الواضح وأصبحنا موقنين بفوزة بالإمارة فيها كما ألمح بذلك كل حكام تلك المسابقة حتى فوجئنا ليلة إعلان النتائج بإعطائه المركز الثالث فقط ورغم علو تلك المرتبة قياسا بقوة الشعراء الذين شاركوا معه في المنافسة تلك السنة إلا أن تلك النتيجة كانت مخيبة لآمالنا الكبيرة في إنصافه بما تستحقه موهبته الضخمة وعنفوانه الكبير ، وقد عبّرت عن غضبي من تلك النتيجة بقصيدة بعنوان ( زاوية حادة ) شاركت بها في الحفل الذي أقامه أهالي الأحساء تكريما له بعد عودته مباشرة من أبوظبي :
زاوية حادة
( هَجَرُ ) المواجع ِ
والشـّجَى الأزلي ِّ
والنخل ِ المُشاكس ِ
والينابـيع ِ الحزينة ِ
وحدَهَا
كانتْ هُناك َ
ووحدَها
كانت هناك َ
تُعيدُ ترتيبَ المواسم ِ والحقول ِ
وتخصفُ الأفـُـق َ الملبّدَ
بالصهيل ِ وبالصليل ِ
ووحدَها
كانت ترشُّ مدائنَ الشرق ِ الخجولة ِ
بالسحائب والهديل ِ
ووحدها
كانت تقولُ ولا تقول ُ
وكنتَ أنتَ
نبيَّهـَا المصلوبَ
بين عُضادَتَيْ بابِ الشآمْ !!
مِن ألف عام ْ .. !
وذلك الجلاّدُ خلفـَكَ
ليس يعبأُ بالزحامْ .. !
نــزّتْ جراحُكَ ألفَ دالية ٍ
ولم تأت ِ الكؤوس ْ !!
وصرخت َ :
يالَلحُب ِّ .. ياللحُب ِّ
لكن الرؤوسَ هي الرؤوس
سفحوكَ
مثل دم الوصيّ هناك َ
لكن القلوب هنا
أعدّتْ لارتشافكَ
يومَ ( تتويجٍ ) جديد
فغواية ( التحكيم ِ )
لم تخدع رسائـلَـنَا
ولم تـُغلق أمامَ شروط هذا النصر
ذاكرةَ البريد
عُـدْ للفسائل ِ
حيثُ صدر الله ِ
مُتّسعٌ لكل الدمع ِ
حيث قلوبُ مَن عشقوكَ
أكواخ ٌ من البلــّور
صامدة ٌ بوجه الريح ِ
مُسرفة ٌ بلثم ِ مهابط ِ الأبياتِ
من شفتيك َ
بين اللوز ِ والرمان ِ
***
لا تحزن
ولا تحزن
فما عرفوك يا إلياذة العرفان ِ
لا تحزن
ولا تحزن
فما اسطاعوا
قياسَ نتوئكَ الممتد ِّ
حتى آخر الوجدان
لا تحزن
ولا تحزن
فحسبُكَ هذه التيجانُ
حسبُك َ هذه التيجان ؟؟
ــــ
تحية من القلب مجددا إلى أخي الأستاذ جاسم الصحيح الذي لم يخيّب ظن أمه الأحساء فرفع بيرقها عاليا في كل محافل الإبداع و التألق ولم يخيب ظن عشاقه و مريديه فيه فأثلج صدورهم بما حققه من انتصارات على كل ميادين التنافس من المحيط إلى الخليج حتى قال قائلهم :
إنّ أرضًا أنجبتْ هذا الفتى = حُق أن تُرفَعَ للفنّ سماءَا
جديد الموقع
- 2024-05-04 بيت الشعر في الفجيرة ينعى الأمير بدر بن عبد المحسن
- 2024-05-04 الأمير سلطان بن سلمان : الأمير بدر بن عبدالمحسن ترك ارثاً لا يمكن أن يحمى مهما طال الزمن
- 2024-05-04 افراح الدويل و الغزال في احلى مساء بالاحساء
- 2024-05-04 عميدة اسرة العليو بالاحساء في ذمة الله تعالى
- 2024-05-04 فريق طبي في مدينة الإمامين الكاظمين (عليهما السلام) الطبية يجري عملية تثبيت وتعديل الفقرات القطنية لمريض بعمر (56) عام
- 2024-05-03 مستشفى اليرموك التعليمي يجري عملية قسطارية طارئة لمريض يعاني من احتشاء العضلة القلبية
- 2024-05-03 مستشفى الأمام علي (عليه السلام) العام في بغداد يجري عملية تداخل قسطاري طارئ لمريض يبلغ من العمر 48 عام
- 2024-05-03 "بيئة الأحساء تنفذ يوم بيئي مع جماهير نادي الفتح الرياضي"
- 2024-05-03 النجف رصاصة طائشة تصيب زائر أثناء تأدية صلاة المغرب في الصحن الحيدري
- 2024-05-03 بعد عقم دام 7 سنوات أسرة ترزق بتوأم في مستشفى كمال السامرائي